تأملات في معنى قوله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ کُلُّ أُولَئِکَ کَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الآية (36) (سورة الإسراء- دراســة موضوعية)

المؤلف

الأستاذ المشارک بکلية أصول الدين جامعة الامام بالرياض المملکة العربية السعودية

المستخلص

أسلوب القرآن الکريم فنسج وحده، فهو من اللغة العربية ألفاظًا وتراکيب ولکنه يعلوها بيانًا وبلاغة، فهو نموذج کامل النظم، کامل المعاني، وفي أسلوب القرآن تتجلى القوة الوضوح والجمال، وهو کما يقول الرافعي "قد صفّى اللّغة من أکدارها، وأجراها في ظاهرها على بواطن أسرارها، فجاء بها من ماء الجمال أملأ من السّحاب، وفي طراءة الخلق أجمل من الشباب، ثم هو بما تناول بها من المعاني التي أبرزها في جلال الإعجاز، وصورها بالحقيقة وأنطقها بالمجاز، وما رکبها من المطاوعة في تقلب الأساليب، وتحول التراکيب إلى التراکيب، فقد أظهرها مظهرًا لا يقضى العجب منه، لأنه جلاها على التاريخ کله، لا على جيل العرب، بخاصته، ولهذا بهتوا لها حتى لم يتبينوا أکانوا يسمعون بها صوت الحاضر، أم صوت المستقبل أم صوت الخلود