الرواة الذين تكلم فيهم الإمام أبو عروبة الحراني بجرح أو تعديل جمعا ودراسة تحليلة مقارنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى الكلية الجامعية بالقنفذة قسم الدراسات الإسلامية التخصص الحديث وعلومه

المستخلص

فإن علم الجرح والتعديل يُعد من مفاخر علماء الحديث؛ لأنه يُعنى ببيان أحوال الرجال الناقلين لحديث رسول الله ﷺ؛ للوقوف على مراتبهم من حيث القوةُ والضعف، ومن ثم: الحكمُ على مروياتهم من حيث القبول أو الرد.
قال الإمام مسلم رحمه الله: «اعْلَمْ وَفَّقَكَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْوَاجِبَ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ عَرَفَ التَّمْيِيزِ بَيْنَ صَحِيحِ الرِّوَايَاتِ وَسَقِيمِهَا، وَثِقَاتِ النَّاقِلِينَ لَهَا مِنَ الْمُتَّهَمِينَ، أَنْ لاَ يَرْوِيَ مِنْهَا إِلاَّ مَا عَرَفَ صِحَّةَ مَخَارِجِهِ، وَالسِّتَارَةَ فِي نَاقِلِيهِ، وَأَنْ يَتَّقِيَ مِنْهَا مَا كَانَ مِنْهَا عَنْ أَهْلِ التُّهَمِ وَالْمُعَانِدِينَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ»( ).
وهو علم يستمد مشروعيته من القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والقواعد الشرعية العامة، المراعية لمقاصد الشريعة الإسلامية، والتي منها: حفظ الدين. ومن الأسباب التي أقامها الله ــ تعالى ــ لحفظ الدين: بيانُ أحوال الرواة الناقلين للسنة النبوية المطهرة؛ لمعرفة المقبول منها من المردود.
وهذ العلم من أهم علوم الحديث المتعلقة برجال الإسناد؛ فهو من السياجات الحامية للسنة النبوية المطهر، أن يدخلها تحريف أو تغيير أو زيادة أو نقصان؛ إذ هو السبيل إلى معرفة صحيح الحديث من سقيمه، ومقبوله من مردوده .. فما عُرف صحة مخرجه، وعدالة ناقليه وضبطهم يُقبل، وما ثبت في ناقليه الجرحُ يُرد.
وقد عُرف جماعة من النقاد بالكلام في رجال الإسناد، جرحا وتعديلا، ضمانا لحفظ حديث رسول الله ﷺ أن يداخله الوهم أو الخطأ، أو أن يُنسب إليه ما ليس منه. ونُقلت أقوالهم في الرجال وجُمعت وعُرفت.

الكلمات الرئيسية