حقوق غير المسلمين في الشريعة الإسلامية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعـة طنطا كلية التربية قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية

المستخلص

إن قيمة الحرية من القيم الإنسانية التى كفلها الإسلام للإنسان , فحرمان الإنسان من حريته فيه تقييد لفكره وإهدار لكرامته , مما يؤدى إلى الضعف والخنوع وانتشار النفاق والفساد , وما أتى الإسلام إلا ليكرم الإنسان ويعيد إليه حريته واختياره , ويجعله متمتعا بفكره ورأيه , ولا سيما إذا ارتبط الأمر بعلاقة الإنسان بربه, فلا قسر ولا إجبار وإنما طواعية واختيار, وقد أثبت القرآن الكريم ذلك كما أثبتته السنة النبوية , وعمل على تطبيق ذلك السلف الصالح , وأقر به الفقهاء فى كتبهم .
ولقد أتت الآيات كثيرة فى القرآن الكريم تبين أن اختلاف الناس فى أمورهم الدينية والدنيوية سنة كونية , فمن الناس من يؤمن وأكثر الناس لا يؤمنون, وهذه السنة باقية إلى يوم القيامة , وهذا من حكمة الله تعالى ؛ حيث خلق الإنسان وخلق فيه حرية الاختيار وبين له طريق الهداية وطريق الغواية ؛ ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حى عن بينة , ولو شاء الله لألجأ الناس إلى الإيمان إلجاء, واضطرهم إليه اضطرارا , أو خلقهم طائعين كالملائكة , وإذا كانت هذه مشيئة الله تعالى فليس لأحد من خلق الله أن يغيرها أو أن يردها , ولقد تضافرت الآيات القرآنية لتبين أن اختلاف الناس باق إلى يوم القيامة, ومع ذلك فقد أوجب الله تعالى على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى الدعاة من بعده إلى يوم الدين, دعوة الناس إلى الإيمان بالله تعالى وحده ليس عليهم إلا ذلك , ويجب أن تتسم هذه الدعوة بالموعظة الحسنة فلا إكراه فيها ولا إجبار,

الكلمات الرئيسية