التكرار وأثره في تماسك النص دراسة تطبيقية من الجزء السادس والعشرين إلى الجزء الثامن والعشرين من القرآن الكريم

التكرار لغة : " كَرَّرَ الشَّيْءَ وكَرْكَره : أَعاده مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. والكَرّةُ: المَرَّةُ، وَالْجَمْعُ الكَرَّات. وَيُقَالُ: كَرَّرْتُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ وكَرْكَرْتُه إِذا رَدَّدْتُهُ عَلَيْهِ . وكَركَرْتُه عَنْ كَذَا كَرْكَرةً إِذا رَدَدْته ، والكَرُّ : الرُّجُوعُ عَلَى الشَّيْءِ ، وَمِنْهُ التَّكْرارُ " ( ) .
" ك ر ر " انهزم عنه ثم كرّ عليه كروراً وكرّ عليه رمحه وفرسه كراً، وكرّ بعد ما فرّ، وهو مكرٌّ مفرٌّ، وكرّار فرّار. وكررت عليه الحديث كراً، وكرّرت عليه تكراراً، وكرّر على سمعه كذا، وتكرّر عليه. وناقة مكرّة: تحلب في اليوم مرتين. ولهم هرير وكرير ، قال الأعشى :
نفسي فداؤك يوم النزال ... إذا كان دعوى الرجال الكريرا ( )
وهو صوت في الصدر كالحشرجة. وفعل ذلك كرة بعد كرة وكراتٍ، وآتيه في الكرتين والقرّتين: في البردين. وبرك على كركرته. وباتت السحابة تكر كرها الجنوب: تصرّفها. وعنده من الرجال والخيل كراكر. وقرقر الضاحك وكركر. ( ) .
ومن ذلك (مكر) في قول امرئ القيس :
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً ... كجُلْمودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ ( )
فالفَرَسٌ مِكَرٌّ مِفَرٌّ: إِذا كَانَ مؤَدَّباً طيِّعاً: إِذا انعطف انعطف مسرِعاً، وَإِذا أَرَادَ راكبُه الفِرارَ عَلَيْهِ فرَّ بِهِ.
وجاء – أيضا- في تاج العروس " كرَّرَ الشيءَ أَي : كَرَّرَهُ فِعْلاً كَانَ أَو قولا، وتفسيرُه فِي كتبِ المَعاني بذِكْر الشيءِ مرَّةً بعد أُخرى اصطِلاحٌ مِنْهُم لَا لُغة، قَالَه عصامٌ فِي شرحِ القصارى، انْتهى. قلتُ: وَقَالَ السُّيوطيُّ فِي بعضِ أَجْوِبته: { إنَّ التَّكْرَار هُوَ التَّجْديدُ للَّفْظِ الأوَّل ويُفيد ضَرْبَاً من التَّأْكِيد.