أساليب النفي والتوكيد في المعلقات العشر دراسة نحوية دلالية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث بمرحلة الماجستير بكلية التربية جامعة طنطا

المستخلص

إنَّ الأصل في النعت أن يكون لبيان الموصوف ولتمييزه من غيره، وقد يأتي النعت لأغراض أخرى، فيقال: إنما هو للتخصيص في النكرات، نحو قوله تعالى:{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤمِنة} (النساء٤/ ٩٢)، والتوضيح في المعارف نحو: أكبرت محمدًا الفاضل. وقد لايكون للإيضاح والتخصيص بل قد يكون لمجرد المدح (الثناء والتعظيم)، كالصفات الجارية على الذات العالية (الله سبحانه جل في علاه) نحو:{بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ} (الفاتحة١/ ١)، أو لمجرد الذم نحو قولك متعوذًا من إبليس اللعين:"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، أو للتعميم نحو:(إن الله يرزق عباده الطائعين والعاصين الساعية أقدامهم، الساكنة أجسامهم)، أو للتفصيل نحو قولك:(مررتُ برجلين عربي وعجمي كريم أبواهما، لئيم أحدهما)، أو للإبهام أو الشك نحو:(تصدق بصدقة قليلة أو كثيرة نافع ثوابها أو شائع احتسابها)، أو للحصر نحو قوله عزوجل:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ} (البقرة٢/ ٢٣٨)، أو للترحم كقولك:"اللهم إني عبدك المسكين المنكسر"، وقد تكون للتوكيد - وهذا هو لُب الكلام، والقصد من البيان - نحو قوله تعالى:{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ} (الحاقة٦٩/ ١٣).
إذن الأصل في النعت أن يكون للإيضاح أو للتخصيص، وكونه لغيرهما إنما هو بطريق العرض مجازًا عن استعمال الشئ في غير ماوُضع له.
نفهم من هذا أنَّ النعت قد يأتي، والغرض من مجيئه توكيد المنعوت، وذلك عندما يأتي ومعناه متضمنًا فيما قبله ، أي أنَّ (المنعوت) قد أفاد معنى (النعت) قبل ذكره، فصار هذا المعنى في (النعت) مرة ثانية إنما هو من باب التكرار، وضرب من ضروب التوكيد.
وهذا ما سأحاول جاهدًا عرض بيانه وتوضيح أركانه في شيء من الإيجاز والدقة للإبانة عن مدى قدرة اللغة على كشف مكنون النفوس وسبر أغوار النصوص وتحليلها وبيان دلها ومدلولها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية