تمثل قضية الفقر والفقراء الهم الشاغل فى فكر حامد عمار خاصة، وقد عاش تجربة الفقر، فقد ولد فى قرية سلوا 1921م؛ تلك القرية المعزولة جنوب أسوان والتى عانت الفقر والإهمال وعدم توافر الخدمات والمرافق الصحية والتعليمية مكتفيًا بالكفاف شاهرًا عند كل منعطف دراسى كلتا الشهادتين شهادة التفوق، وشهادة الفقر تحمله القرية على أكتافها ليهرب من محبس الجهل، ورغم ذلك أحبها وارتبط بها، مما جعلها تشكل مجالًا خصبًا لبحثه وأطروحاته وآراؤه التربوية. وقد استطاع حامد عمار أن يفلت من حصار الفقر والمرض إلى جامعة القاهرة، ثم جامعة لندن، ليؤكد بذلك أن أبناء الفقراء والكادحين لديهم من القدرات التى لا تقل عن أبناء الطبقـات العليـا يستطيعـون بها أن يجدوا لهـم مكـانًا تحـت شمس هذا العـالم ولذلك أكد حامد عمار أن التعليم ضرورة من ضرورات البقاء والنماء لكل مقومات الوجود الإنسان وكيانه المجتمعى، وأكدته المواثيق والدساتير باعتباره حقًا سياسيًا لا يقبل التنازل عنه مهما كانت الأزمات. وقد شهد العالم فى العقود الأخيرة تراجعًا فى ظل التغيرات التى شهدها العالم بفضل تأثيرات العولمة وثقافة السوق الطليق، التى اتخذت فلسفتها مرشدًا أساسيًا فى إصلاحات التعليم، وفى تشكيل كياناته المتعددة، لكنها ولدت عديدًا من الأزمات والمشكلات دون أن تحل شيئًا من مشكلات التعليم، بل ضاعفت من صور الفساد والإفساد فى جسم التعليم، ومن استحواذ الأغنياء وأصحاب النفوذ على مجريات المنظومة التعليمية بفعل تسليح التعليم لصالحها، وترتب على ذلك تقليص دور الدولة فى مسئولياتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وترك المسئولية للأفراد والجماعات.