التربية المعلوماتية للمعلم كضرورة لتعزيز أمنه الفكرى

استهدف البحث الحالي تعزيز الأمن الفكري لمعلم عصر المعرفة من خلال مدخل التربية المعلوماتية؛ فسلامة الفكر وتحصينه أمام الزخم المعلوماتي الهائل وما يصاحبه من تأثيرات اجتماعية، باتت ضرورة ملحة وأمر لا مناص منه؛ فبرغم العديد من الإيجابيات التي يوفرها عصر المعرفة من تعزيز لفرص التعليم والتعلم الحديث، وإعلاء قيم التنافس والتميز والتراكم المعرفي الهائل، إلا أن إتاحة كل منافذ المعلومات وسهولة وسرعة تداولها قد يمثل أداة لنشر العديد من التيارات والأفكار المختلفة التي قد تؤسس بناء معرفيا هشا قائما علي السطحية والتغريب؛ لتهدد أعماق البني الفكرية والثقافية الأصيلة للمجتمعات، وهو الأمر الذي يمثل تهديدا للأمن الفكري. وانطلاقا من كون المعلم صاحب الدور الأكبر والأكثر تأثيرا في تكوين وترسيخ تلك البني الفكرية والثقافية للمجتمع في نفوس الناشئة ، معتمدا أساليبه التربوية المباشرة وغير المباشرة. كانت فئة المعلمين هي أولي الفئات التي يجب أن تعزز أمنها الفكري مستندة في ذلك لنمط جديد من أنماط التربية وهو التربية المعلوماتية التي تستهدف اكساب المعلمين القدرات والمهارات اللازمة لتنمية وعيهم المعلوماتي بما يدعم ويعزز أمنهم الفكرى تمهيدا لتعزيز الأمن الفكري للمجتمع ككل. وفى سبيل ذلك اعتمد البحث الحالي علي المنهج الوصفي التحليلي الذى اقتضى السير فى عدة محاور رئيسة هى الإطار المفاهيمى للأمن الفكرى، أهمية تعزيز الأمن الفكرى للمعلم، التربية المعلوماتية للمعلم، دور التربية المعلوماتية للمعلم فى تعزيز أمنه الفكرى، متطلبات تفعيل دور التربية المعلوماتية للمعلم فى تعزيز أمنه الفكرى. وفى النهاية قدم البحث معالجة لكيفية تأثير التربية المعلوماتية للمعلم فى تعزيز أمنه الفكرى